غمة الانفراجه بقلم الطبيب / محمد سعد رضوان

"غُمَّةُ الإنفراجة"

أين ذهبت تلك الفاجعاتُ التي حلَّت بكَ ، والكرُباتُ التي ألمَّت بكَ ، والمحنُ التي اقتلعَت جُدُرَ قلبكَ الضعيفِ ،والسنون التي أمرضتَ روحَك الواهيةَ ، والأيامُ التي أوهَنت جسدكَ الهزيلَ ؟ والعواصف العاتيةُ التي هزّت أركانَك أياماً متتالية ؟
لقد انطوَتْ؛ ما بقيت منها باقيةٌ.
أصبحت هواماً سُحقت بين سبابةٍ  منكَ وإبهامٍ.
نازَلَها الصبرُ  أيما نزالٍ فبلَتَها بحُجَتِهِ ،وبَكَتَها الإحتسابُ والعزمُ فلانَت ثم ولَّتْ.
أيامَ استبكيتُ الصبرَ فيها فبكي ،وباكيتُه فبكَيتَهُ.
أيامَ  كانت  النظائرُ  والنقائضُ تلتحفُ العقلَ فلا يدري أين الصوابُ فيلزَمه.
أيامٌ ما رأيتها إلا دجيً قاتمَ الظلامِ ،فإذا بالفجرِ ينبلجُ وإذا بالنور من بعيدٍ يلوحُ.
أيقنتُ ساعَتَها أنّ النورَ وليدُ الظلامِ ، وأنّ الكرباتِ  مفتاحُ كلِّ انفراجةٍ ،وأنّ الإنكسارَ قرينُ النهوضِ.
أدركتُ أنّ اليأسَ والأملَ آيتانِ يتباريان ويتباليان ، فهنيئاً لمن أملُه راسخُ البنيانِ  متبوأٌ بقلبهِ مبوأَ رسوخٍ.
أيقنتُ أنه مَن  فوّضَ أمرَه للهِ فكأنما امتلكَ قمراً باهِراً بهَرَ ضوءه الكواكبَ ، كأنما حِيزَت له الدنيا.
عرفتُ اللهَ ،واصطحبتُ كتابَه واتخذتُ منه خليلاً فَعَلا في عيني حسنُهُ وجمالُهُ ،وملأ قلبي بهاؤه.
أيقنتُ أنّ الدنيا فرحٌ وترحٌ ،ما مِن فرحةٍ إلا وبعدها ترحةٍ
أقررتُ بأن ّ :

وما كلُ عسرٍ أليمٍ يدومُ
ولا كلُ يُسرٍ تراهُ استَمّرْ

فطوبي لمن قد أراحَ الفؤادَ
وسلّمَ لله في كلِ  أَمرْ

فالحمدُ للهِ علي منعٍ كلهُ عطاء وعلي عطاءٍ هو كلُ العطاءِ.
الحمدُ لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

العدل فين يامحكمه للشاعر الكبير رضا ابوالغيط