برنامج يا أولى الألباب بقلم الشاعر / وليد الصفتي الحلقة الاولى

بسم ألله الرحمن الرحيم
على بركة الله وبعد استخارة فضلت أن تكون الحلقة الأولى تحت عنوان دعوه للتسامح والبعد عن الظلم والظلمات وأن عاقبة الظلم والظالم وأن طالت حتما سيأتي يوما يُرد الحق إلى أهله

والظلم مهما طال عهده فمآله إلى زوال، والحلم الوديع ينقلب تحت الضغط إلى ماردٍ لا يوقفه أحد، والأحداث الجارية والتغيُّرات الهائلة أكبرُ دليل على ذلك، وهذه المتغيرات وتلك الأحداث تسير وفق سنن إلهية، من الممكن أن يدخلَها العبد تَحت سنة التدافع، هذه السنن التي تشل حركةَ الظالمين، بل قد يكون هذا الدفع على أيدي أضعفِ المخلوقات، التي لا يعيرها الإنسانُ اهتمامًا، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فهذا النمرود الذي تكبَّر وتَجبَّر في الأرض حتى قال: ﴿ أنا أحيي وأميت ﴾، فأَماته الله ببعوضة ضعيفة، ولكنها جند من جنود الله.

ونمرود آخر قال: ﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾، وذلك عندما غره ملكُه وسلطانُه، وتفاخر بذلك قائلاً: ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } فحطمه الله بملكه، وأجرى الأنهار من فوقه؛ لأنَّ ملك الملك فوق كل ملك، وسلطانه فوق كل سلطان.

وقد ظن الظالمون أنَّ الإمهالَ إنَّما هو منحة فوق منحة، وعطية فوق عطية، ولم يعلم هؤلاء أنَّ ذلك استدراج؛ قال تعالى: ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾

لقد تناسى هؤلاء في وسط سكرة الملك والسلطان أنَّ الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون، وأنَّ الله يمهل ولا يهمل، ألم يقرؤوا قوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ﴾  لقد تعطل فهمهم، وضَلَّت عقولهم؛ لأَنَّ الإمهال يعقبه الأخذ، والأخذ يكون لعبرة وحكمه

والان نسوق من الواقع عبرة وعظه لعل الله يلين قلوبنا فنعتبر لكن اولا سامحوني على الكتابة بالعامية

سبحان الله كان فى رجل صاحب مركز مرموق وسلطة وكانت زوجتة عايشه معاه ولدية بنت وولد

الراجل ده كان مفترى وكان ظالم لابعد الحدود وليس عنده اخلاق بالمرة وعنده قسوة فى القلب لو وزعت على اهل الارض لشملتهم ووسعتهم

تحكى زوجتة: كنا نعيش فى فيلا انا وزوجى واولادى وكنا ظلمة لابعد حد مفيش خدامة بتستنى عندنا اكثر من شهر او شهرين

من شده القسوة والتعذيب والضرب والحرمان والاذى
تحكى الزوجة : فى يوم من الايام جاء رجل بلديات هذا الزوج صاحب المركز المرموق رجل فقير قال له : يا سعادة الباشا بنتى دى عايزها تشتغل عندك  لاننا مش لاقيين نأكل ولا نشرب واديها اى مرتب

رد الزوج الظالم قال خلاص هاتها تشتغل عندنا خدامة فى الفيلا

قال له الرجل الفقير ماشى وانا هجيلك اول كل شهر اخد المرتب او هبعتلك حد ياخد الفلوس

البنت الصغيرة اللى هتشتغل خادمة مسكينة عندها 12 سنة كانت تتوسل الى ابيها متسبنيش انا مقدرش اعيش بعيد عن أمى لكنة تركها وذهب والبنت تتجرغ غصص الغربة

كانت هذه البنت لها أخ سافر الاردن كان بالنسبة لتلك الفتاه طوق الامل كانت تقول فى نفسها (ايمتة بقى اخويا ييجى)
وكان اخاها يقول لها ان شاء الله يا حبيبتى لما اوصل مش هخليكى تشتغلى فى البيوت واعيشك عيشة كريمة فى شقة واجبلك واجبلك الخ........وكان هو أملها الوحيد

البنت اشتغلت خادمة فى بيت هؤلاء الظلمة الذين تفننوا فى انزال العذاب على هذه البنت

الزوجة(زوجة الرجل الظالم) تقول :كما بنرمى عليها سلك الكهربا  220 فولت كما بنعلقها فى السقف وبنربطها كنت بأكلها العيش الناشف الطبيخ الحامض وفى عز شهر طوبة كنا بنخليها  تنام على السيراميك هربت 6 مرات وزوجى بسلطتة  ومركزة المرموق كان بيجيبها تانى يوم ولما بترجع كنا بنسلط عليها كل انواع العذاب

البنت تحكى: لم اذهب الى بلدى الا مرتين المرة الاولى يوم ما سمعت خبر وفاة اخوها وهو جاى من الاردن فأنقطع الامل بالنسبة لها

والمرة الثانية لما توفيت أمها

فقط هما دول المرتين جنازة اخوها وجنازة أمها

ظل هؤلاء الظلمة يعذبوا فيها عذاب شديد جدا لدرجة ان نظر البنت بدا يضعف شيئا فشيئا كانت تذهب لشراء اشياء من السوق ولضعف نظرها كانت تشترى اشياء مش كويسة فكانوا ينهالوا عليها بالضرب الى ان عُمى بصرها

عدما فقدت تلك البنت نعمة البصر القوا بها فى الشارع(خلاص مبقاش ليها لازمة بالنسبة ليهم)

البنت تلطمت اللى اخدها عنده مشفقا عليها يومين وده يومين الى ان وصلت فى النهاية للعيش فى دار رعاية المكفوفين)

يقول تعالى (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)

جاء وقت انتقام الله يقدر ربنا سبحانة وتعالى وطبعا الكلام ده بعد فترة البنت قضتها من وهى عندها 12 سنة الى ان وصلت 22 سنة قضت عشر سنوات تعذيب فى بيت هؤلاء الظَلَمَه

يقدر ربنا بنت وأبن هذا الرجل الظلم كبروا والرجل نفسة طلع معاش وبقى مالوش سلطة ولا منصب مرموق ولا لازمة فى الدنيا خالص

ابن هذا الرجل اتجوز بنت جميلة جدا حملت البنت وزوجة الرجل الظالم فرحانة هيبقى عندها احفاد واقترب موعد الوضع ويقدر ربنا المفأجأة الاولى

زوجة الابن تضع ولد أعمى الرجل

الظالم لما سمع ان زوجة ابنة ولدت ولد اعمى اصابتة هيستريا وتم نقله لمستشفى الامراض النفسية

اما الزوجة (زوجة الرجل الظالم) تسألت فى نفسها اى علافة الولد الاعمى وبين البنت الخادمة اللى عذبناها لحد ما اتعمت يا ترى دى قصاد دى ولو الولد خلف تانى الاولاد هيطلعوا عُمّى

لكن الدكاترة طمنوهم متخفوش الموضوع مش وراثى ولا له علاقة بأى حاجة دى قدر الله كده وان شاء الله الموضوع مش هيتكرر

بعد سنتين الام شجعت ابنها معلهش يا ابنى اللى حصل ان شاء الله مش هيتكرر فرحنا يا ابنى خلفوا لنا ولد ولا بنت يفرحنا وبالفعل حملت زوجة الابن واقترب موعد الوضع وكلهم حاطين ايديهم على قلبهم وجاءت لحظة الولادة

 ووضعت الزوجة بنت جميلة جدا وبدوا يسألوا الدكتور اخبار النظر أى؟

 قال زى الفل

يعنى البنت بتشوف ؟

اه بتشوف

والنظر تمام ؟

سته على ستة

بقوا فرحانين جدا

وبعد ست شهور البنت اتعمت

كانت دى المأساة التانية

الام حست وقعدت تراجع نفسها مش ممكن اللى بيحصل ده اعتباطا

ده اللى احنا عملناه مع البنت المسكينة البنت اللى عذبناها

 اللى اتيتمت بدرى

اللى كان ليها اب قاسى رماها قصاد كام جنية اول كل شهر لدرجة ان ما شافهاش الا مرتين فى عشر سنين 

تكمل الزوجة :ده عقاب من الله لنا

وبدات الام تخرج وتبحث عن هذه الفتاه فى كل مكان فى الاقسام والمستشفيات فى دار مسنين فى دار ايتام الى ان وجدتها فى دار المكفوفين هذه

دخلت عليها حضنتها وقعدت تقبلها وتقولها سامحينى يا بنتى

سألت البنت مين حضرتك؟

قالت انا كذا ......

البنت سبحان الله اول ما سمعت الاسم افتكرت كل العذاب اللى عذبتة ليها فى العشر سنين اللى فاتوا

كذا اللى كانت بتكهربنى
اللى كانت بتخلينى انام على البلاط 
اللى كانت بتأكلنى العيش الناشف
البنت قعدت تفتكر شريط الذكريات الؤلمة
افتكرت يوم وفاة اخوها
يوم وفاة والدتها
يوم ما ابوها رماها
يوم ما دمروا حياتها ومستقبلها
ورغم ده كله بتسألها

مسامحانى يا بنتى؟

شوف القلب الابيض
قالت مسمحاكى

قالت حبيت اكفر عن ذنوبى اخدتها تعيش مع اولاد ابنى اللى هما كما مكفوفين لعل الله يتقبل توبتي ويغفر لي ما مضى

قال رسول الله صل الله عليه وسلم ل على بن ابى طالب(اتق دعوة المظلوم فأنها ليس بينها وبين الله حجاب)

تسامحوا / تحابوا / فالعفو عند المقدرة
تمت بفضل الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

العدل فين يامحكمه للشاعر الكبير رضا ابوالغيط