رواية ماحدث بالأمس..ا"لحلقة الاولى " بقلم الأديب / رشاد الدهشوري
إعتصرته الشمس,طفح العرق على قميصه بقعا من الملح,هش العصافير التى تنقر فى جمجمته ,خلع نظارته الطبية.مسحها لكنه لم يتخلص من صور النهود الرجراجة وعيون قطط الشوارع الملونة, فى حفل تكريمه بالآمس سلموه وسام القصة ولكنهم لم يسلموه خمسين جنيه ثمن المواصلات فمشلى على قدميه من ميدان التحرير الى ميدان الى ميدان الكيتكات بإمبابة... نظر الى عقارب ساعته الموتورة وجدها تسير بسرعة عداد الكهرباء.
لما شاهد الأتوبيس قادما وضع شنطة يده بين اسنانه فى وضع الاستعداد.
الاتوبيس قادم كطائرة ورقية يحر خلفه زيلا من طويلا من البشر منقوعى الوجوه يهشون الخوف عن وجوههم,يصرخون..يضربون بأيديهم صاج الاتوبيس يجعرون :
_ (حاسب يا اسطى .....حااااااااسب)
يحاول كل منهم دفع مؤخرة الاخر فى رعب, يضع احدى قدميه داخل الاتوبيس المزدحم جدا.
انحشر على السلم يدفعونه الى الداخل,يتحسس مؤخرته فى رعب.سقطت قصائده تحت اقدام الراكبين يدوسونها ويتصايحون..حاول ان يلتقط اوراقه ,قصائده واحلامه النيئة.سقطت فردة حذائه , حاول التقاطها لكنه وجد جسده مدفوعا الى منتصف الاتوبيس تاركا عينيه مع فردة حذائه .
التى سقطت الى براح الشارع وهو يخبط بكفيه فى سقف الاتوبيس يصرخ:
- (حاسب يا اسطى ..جزمتى ضاعت ..حاسب يا اسطى)
السائق يفتح فمه المثرم عن ضحكة طويلة ممطوطة
يدوس بنزين ,فتندفع السيارة فى سرعة مفرطة
_(خلى بالك من البنطلون ههههههههههه)
وتوالت تعليقات سازحة وراح الناس يفرغون قهرهم فى ضحك هستيرى مستمر.
قال بائع المناديل الورقية وهو محشور خلف مؤخرة إمرأة:
_(لو جزمتك بتحبك هتسبقك ع البيت هههه هاى )
توقف الاتوبيس. اندفع محاولا النزول..حزق بشدة وهو يحاول الخروج من باب الاتوبيس,احس بألم فى مؤخرته..اندفع على الرصيف,توقف للحظات.مسح نظارته الطبية تأكد من وجود جريدة اخبار الادب فى يده وصورته فى الصفحة الاولى .المركز الأول على الوطن العربى , قرر العودة للبحث عن فردة حذائه.
عيون الناس فى الشارع تتبعه ينظرون الى مؤخرته والى فردة حذائه ويتهامسون.
فكر قليلا ..(الجرى مفيد للصحة)
راح يجرى يتبعه ظله المهدود,وعيناه تمسحان ارض الشارع بحثا عن فردة حذائه يدعو الله ان يعمى عنها عيون الزبالين واللكناسين واطفال الشوارع, اخيرا لمحها ملقاة على وحهها فى منتصف الشارع والسيارات تدهكها ذهابا وايابا.انقض عليها غير عابىء بصوت فرامل السيارة التى كادت ان تدهسه,التقطها وفقز الى الطوار يتفحصها يضعها فى قدمه وقد انبعجت واصبح شكلها غريبا, راح يجرى على الطوار حتى وصل الى مقهى (سلامه سنبل )الذى بمحطة الكيتكات .
القى جسده المهدود على الكرسى ..خبط كف بكف ونادى بصوت واهن :
-شاى مر علقم يا يا توحه.
ارتشف الشاى , احس الما فى مؤخرته ,تزكر ما حدث بالاتوبيس ..قفز يتحسس مؤخرته ,ارعبه لون الدم وتأكدمن شق جيب بنطاله وسرقة حافظة نقوده .
تعجب كيف لم يشعر بالموس الذى شق الجيب وانغرس فى اللحم .جز على اسنانه بغيظ ,تصفح جريدة اخبار الادب وتركها بجوار كوب الشاى الفارغ ,ترنح وكأنه جسد بلا رأس جارا قدميه فى اتجاه شقته.
صعد السلم الى الدور الثالث , وضع المفتاح فى الكالون ليفتح الباب.اتاه صوتها..
-حمدالله على السلامةيا استاذ محمد
استدار وقد اتسعت عيناه .وتأكد انه ليس فى حاجة الى النظارة الطبية خلعها عن وجهه..إمرأة بيضاء يكاد وجهها يضىء ولو لم تمسسه نار,تخرج نصفها العلوى من باب الشقة المقابلة وتبتسم وفى يدها فاتورة الكهرباء .
- دفعت لك فاتورة الكهرباء
هزت صدرها الرجراج العارى ولوحت بزراع مثقل بالاساور الذهبية.
(قلت يا بت يا نوسة الناس لبعضها وانت شاعر وبتفهم فى الاصول )
ابتلع ريقه الذى جف واصبح بطعم العلقم , وهم بالدخول الى شقته فهمت به وغلقت فى وجهه طرق الهروب بأن تحركت اليه واضعة إحدى يديها على حلق الباب واليد الاخرى فى خصرها الملفوف ورفعت صدرها الى عينيه وصهلت كفرسة برية .
احس رعشة تزلزله من الاعماق.تصعقه ,غرس عينيه بين نهديها ثم انحدر الى بطنها واشاح بوجهه الى الارض.
استمتعت بخجله واستدارت الى باب شقتها ,إسترق نظرة الى مؤخرتها واغلق باب شقته على نفسه .
جلس بالصالة يتأمل الشق الموجود بالحائط , اشعل سيجاره دخنها الدخان يملاء المكان .يتصاعد فيبدو كثيفا ويتفرق عند اصطدامه باللمبة الصفراء المشنوفة بالسقف .
فى الفيلم الاخير الذى شاهده فى جمعية الفيلم اعجبه جدا جسد البنت الشقراء وهى ترتدى الاستيرتش..يحدث نفسه.
اه لو ترتدى نوسة ذالك الاستيرتش .كنت اخد دور البطل .
امسك كتاب يقلب صفحاته واشعل سيجارة اخرى من عقب الاولى .القى بالكتاب
.ملعونة الفلسفة ملعون فرويد وكانط كلهم كدابين ..احس بالم فى مثانته ,دخل الى الحمام .تأمل الجرح فى مؤخرته ,بال وهو يتألم .احس الما فى عضوه وحرقان شديد , الدكتور قال احتمال يكون التهاب البروستاتا.
عندما ذهب الى الصيدلية فاجأته الدكتورة وهى تكتب على علبة خضراء
(لبوس ثلاث مرات ) وابتسمت ابتسامة غريبة.
نفذ نصف علبة اللبوس ولم يشعر بتحسن .
لما ذهب الى طبيب أخر نهره بشدة
_ انت متجوز ؟؟؟
ولم يجيب ..
(اكيد انت انسان عكاك إتق الله فى نفسك)
واردف ..عندك سيلان ..علشان تبطل ترمرم.
تذكر ..لما احتوتة تلك المرأة المتخشبة الصدر كانت بقعة من الدم اسفل قميصها لكنه اغمض عينيه .
احس بالقرف..ارتدى ملابسه .احس الما فى خصيتيه وظهره .
تعلقت برقبته:
امسك ديوان نزار فبانى يقلبه .ثم جلس يتفحص الادويه ويقرا نشراتها كلها مضادات حيوية , بصق (طظ فى الشعر ,طظ فى الستات والفلسفة ونوسه واشباهها ....والى لقاء جزء من رواية قصيرة
تسلم استاذى شحات خلف الله
ردحذفاحترامي وتقديري لشخصكم الكريم
ردحذف