الجنى العاشق بقلم شحات خلف الله
الجني العاشق
قصة قصيرة من مجموعة قصصية تحت التجهيز
بقلم . شحات خلف الله عثمان
************************
شادية سيدة متزوجة منذ خمس سنوات حباها الله بنعمة الجمال الفائق حتى يكاد من يراها يفتتن بحسن خلقها وجمال تصوير الرحمن فى كيانها وحباها أيضا بنعمة الزوج الصالح والذرية الطيبة وهى أم لثلاث اطفال ولدان وبنت كانت تتمتع بخصال وشمائل قليلا ما نجدها فى كثير من البيوت ، تعيش معها فى نفس المنزل والدة زوجها ودوما تعاملها بالطيبة والاحترام وتؤدى حقوقها على الوجه الأكمل وكانت دوما تقول لها ماما من باب الاحترام .
استطاعت بأسلوبها فى التعامل أن تكسب قلب حماتها وزوجها ولم تظهر منها فى يوم من الأيام أي بودار للتذمر أو التأفف من تصرفاتهم وبينما هي جالسة فى أحد الأيام بالقرب من الفرن البلدي هي وزوجها كان هناك قط أسود غريب عن المنزل ينظر اليها بتركيز شديد حتى تكاد ترى من نظرته انه يريد التهامها وتفاجئ الزوج من تلك النظرة وقال لزوجته هل تشاهدين ما ارى ؟
قالت له زوجته ماذا تقصد ؟ ، فأشار بيده الى نظرات القط الأسود وانتبهت زوجته لتلك النظرة فأنقبض قلبها من تلك النظرة ، حاول زوجها ان يشتت انتباه القط الأسود عن زوجته ولكنه لم ينصرف وكأن حاسة السمع لدية لا وجود لها وقالت له زوجته لا تشغل بالك بالتفكير فيه .
ذهب الزوج لقضاء بعض الأشياء خارج المنزل وانهمكت الزوجة فى طلبات المنزل والأطفال ومضت ساعات ولم يفارق القط الأسود المنزل وعندما اجتمعت الاسرة فى وجبة العشاء كان القط الأسود أول الحاضرين ، فأستشاط الزوج غضبا ونظر الى القط وقام بنهرة بشدة وقسوة والقى عليه حذاء كان بالقرب منه وقال له ماذا بك هل تعجبك زوجتي خذها اذا !
واحمرت عينا القط الأسود واصبحت بلون ممزوج من الأحمر والأسود ويختفى مع شادية فى لحظة واحده وكأن الأرض قد أبتلعتهم سوياً .
فزع الزوج وفزعت والدته واطفاله بدأو يصرخون وهم يشاهدون والدتهم تختفى فى لمح البصر وتردد العجوز بصوت عالي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
قام الزوج بالذهاب الى أمام المسجد القريب من المنزل وقص عليه ما حدث منذ رؤيته لهذا القط الأسود فى المرة الأولى حتى قيامة بأخذها واختفائها عن اعينهم وهم جالسون سويا فما كان من الشيخ الا الذهاب برفقة الزوج الى المنزل وقراءة بعض السور القرآنية على بعض المياه وطلب منهم رش تلك المياه على عتبات ومداخل المنزل والغرف وقال له ربما ما تعرضت له كان أحد الجن العاشق الذى عشق زوجتك وقد اخذ منك التصريح عندما قلت له خذها واخبره بانه لا يستطيع فعل أي شيء إلا ان يرجعها الجن من تلقاء نفسه .
كان لهذه الكلمات صدى سيء فى نفس الزوج فقد كان يشعر بان زوجته الحبيبة الطيبة قد ذهبت بلا رجعه ومجرد ان يعشقها الجن هو شعر بانه عاجز عن حمايتها وعن الحفاظ عليها وهى التي كانت تحافظ على بيته وعياله ووالدته.
ذهب الزوج فى صباح اليوم التالي الى مركز الشرطة لإبلاغهم بما حدث وكان الجميع عند سماع القصة يستهزئون منه ويسخرون من علاقة الجن بزوجته ورجع الزوج مهيض الجناح مطأطئ الرأس فالأمر لم يتم تصديقه من قبل اجهزة الأمن المفترض بها الحفاظ على ارواح ومقدرات البشر ، واخذ يبكى ويقول أين أذهب والى من أشتكى .
كان المجرم واضحا لكن غير مرئيا وطالما غير مرئي فلن يصدق الأخرين ما يقوله وما بين نار التكذيب ونار الصمت كان يعيش الزوج حالة من حالات التعاسة ولا يري امامه أي حل لرجوع زوجته إلا الرجوع الى دوامة اخرى من يدخلها يضيع بين دهاليزها وهى البحث عن الأئمة ورجال الدين فى كل البقاع والأماكن وكذلك مدعين التعامل مع الجن وما اكثرهم .
لم تمض ساعة من ليل او نهار الا وهناك شخص يخرج ويدخل من المنزل وهذا يقرأ وذاك يتمتم وذاك يرش مياه مقروء عليها وهذا يطلق البخور وهذا يبحث عن الأثر من خلال ملابسها وجميعهم هدفهم واحد وهو رجوع شادية لكنف زوجها واولادها وتخليصها من الجن العاشق الذى استطاع اخذها الى عالمة الخفي .
مرت ايام على الزوج الحزين وهو ينتظر رجوع زوجته واذا هو فى هذه الحالة النفسية السيئة يتضرع دعاء الخاشع المبتهل ويقول يا رب فاقت قدرتك كل المقادير وتجلت عظمتك يا عظيم وخلقت الأنس و الجن والشياطين وكفرت بأفعال المشعوذين والدجالين ارجع لي زوجتي فقد بلغ مني الحزن مبلغ المهمومين ، واذا بصوت ارتطام على الأرض بجواره ونظر الى مصدر الصوت فإذا بزوجته شادية فاقدة الوعى وعليها كدمات وسجحات شديدة وشعر منكوش .
انتفض الزوج من جلسته وقام برفعها عن الأرض ووضعها على الفراش وكان بها العديد من العلامات الزرقاء على جسدها واستدعى الأطباء للكشف عليها وبعدها فاقت من غيبوبتها وهى فاقدة للذاكرة ولا تتذكر ماذا حدث فى رحلتها مع الجن العاشق وماذا جرى من أحداث منذ لحظة اختفائها حتى عودتها وقد انتهت الرحلة وبقيت اثارها على جسد شادية ومعها العلاج الوحيد وهو التقرب من الله والحفاظ على الدعاء والأذكار والأوراد والتقرب من الله فهم العلاج الوحيد لعالم غير مرئي لا يصدقه البشر ولا يستطيعون له علاج .
أخذت شادية وقتا طويلا حتى عادت الى ما كانت عليه وعادت البسمة الى شفاها من جديد والى زوجها ووالدة زوجها وابنائها فقد كانت تجربة مريرة ظلت بالنسبة لها ولأسرتها من المجهول
/////////
قصة قصيرة من مجموعة قصصية تحت التجهيز
بقلم . شحات خلف الله عثمان
************************
شادية سيدة متزوجة منذ خمس سنوات حباها الله بنعمة الجمال الفائق حتى يكاد من يراها يفتتن بحسن خلقها وجمال تصوير الرحمن فى كيانها وحباها أيضا بنعمة الزوج الصالح والذرية الطيبة وهى أم لثلاث اطفال ولدان وبنت كانت تتمتع بخصال وشمائل قليلا ما نجدها فى كثير من البيوت ، تعيش معها فى نفس المنزل والدة زوجها ودوما تعاملها بالطيبة والاحترام وتؤدى حقوقها على الوجه الأكمل وكانت دوما تقول لها ماما من باب الاحترام .
استطاعت بأسلوبها فى التعامل أن تكسب قلب حماتها وزوجها ولم تظهر منها فى يوم من الأيام أي بودار للتذمر أو التأفف من تصرفاتهم وبينما هي جالسة فى أحد الأيام بالقرب من الفرن البلدي هي وزوجها كان هناك قط أسود غريب عن المنزل ينظر اليها بتركيز شديد حتى تكاد ترى من نظرته انه يريد التهامها وتفاجئ الزوج من تلك النظرة وقال لزوجته هل تشاهدين ما ارى ؟
قالت له زوجته ماذا تقصد ؟ ، فأشار بيده الى نظرات القط الأسود وانتبهت زوجته لتلك النظرة فأنقبض قلبها من تلك النظرة ، حاول زوجها ان يشتت انتباه القط الأسود عن زوجته ولكنه لم ينصرف وكأن حاسة السمع لدية لا وجود لها وقالت له زوجته لا تشغل بالك بالتفكير فيه .
ذهب الزوج لقضاء بعض الأشياء خارج المنزل وانهمكت الزوجة فى طلبات المنزل والأطفال ومضت ساعات ولم يفارق القط الأسود المنزل وعندما اجتمعت الاسرة فى وجبة العشاء كان القط الأسود أول الحاضرين ، فأستشاط الزوج غضبا ونظر الى القط وقام بنهرة بشدة وقسوة والقى عليه حذاء كان بالقرب منه وقال له ماذا بك هل تعجبك زوجتي خذها اذا !
واحمرت عينا القط الأسود واصبحت بلون ممزوج من الأحمر والأسود ويختفى مع شادية فى لحظة واحده وكأن الأرض قد أبتلعتهم سوياً .
فزع الزوج وفزعت والدته واطفاله بدأو يصرخون وهم يشاهدون والدتهم تختفى فى لمح البصر وتردد العجوز بصوت عالي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
قام الزوج بالذهاب الى أمام المسجد القريب من المنزل وقص عليه ما حدث منذ رؤيته لهذا القط الأسود فى المرة الأولى حتى قيامة بأخذها واختفائها عن اعينهم وهم جالسون سويا فما كان من الشيخ الا الذهاب برفقة الزوج الى المنزل وقراءة بعض السور القرآنية على بعض المياه وطلب منهم رش تلك المياه على عتبات ومداخل المنزل والغرف وقال له ربما ما تعرضت له كان أحد الجن العاشق الذى عشق زوجتك وقد اخذ منك التصريح عندما قلت له خذها واخبره بانه لا يستطيع فعل أي شيء إلا ان يرجعها الجن من تلقاء نفسه .
كان لهذه الكلمات صدى سيء فى نفس الزوج فقد كان يشعر بان زوجته الحبيبة الطيبة قد ذهبت بلا رجعه ومجرد ان يعشقها الجن هو شعر بانه عاجز عن حمايتها وعن الحفاظ عليها وهى التي كانت تحافظ على بيته وعياله ووالدته.
ذهب الزوج فى صباح اليوم التالي الى مركز الشرطة لإبلاغهم بما حدث وكان الجميع عند سماع القصة يستهزئون منه ويسخرون من علاقة الجن بزوجته ورجع الزوج مهيض الجناح مطأطئ الرأس فالأمر لم يتم تصديقه من قبل اجهزة الأمن المفترض بها الحفاظ على ارواح ومقدرات البشر ، واخذ يبكى ويقول أين أذهب والى من أشتكى .
كان المجرم واضحا لكن غير مرئيا وطالما غير مرئي فلن يصدق الأخرين ما يقوله وما بين نار التكذيب ونار الصمت كان يعيش الزوج حالة من حالات التعاسة ولا يري امامه أي حل لرجوع زوجته إلا الرجوع الى دوامة اخرى من يدخلها يضيع بين دهاليزها وهى البحث عن الأئمة ورجال الدين فى كل البقاع والأماكن وكذلك مدعين التعامل مع الجن وما اكثرهم .
لم تمض ساعة من ليل او نهار الا وهناك شخص يخرج ويدخل من المنزل وهذا يقرأ وذاك يتمتم وذاك يرش مياه مقروء عليها وهذا يطلق البخور وهذا يبحث عن الأثر من خلال ملابسها وجميعهم هدفهم واحد وهو رجوع شادية لكنف زوجها واولادها وتخليصها من الجن العاشق الذى استطاع اخذها الى عالمة الخفي .
مرت ايام على الزوج الحزين وهو ينتظر رجوع زوجته واذا هو فى هذه الحالة النفسية السيئة يتضرع دعاء الخاشع المبتهل ويقول يا رب فاقت قدرتك كل المقادير وتجلت عظمتك يا عظيم وخلقت الأنس و الجن والشياطين وكفرت بأفعال المشعوذين والدجالين ارجع لي زوجتي فقد بلغ مني الحزن مبلغ المهمومين ، واذا بصوت ارتطام على الأرض بجواره ونظر الى مصدر الصوت فإذا بزوجته شادية فاقدة الوعى وعليها كدمات وسجحات شديدة وشعر منكوش .
انتفض الزوج من جلسته وقام برفعها عن الأرض ووضعها على الفراش وكان بها العديد من العلامات الزرقاء على جسدها واستدعى الأطباء للكشف عليها وبعدها فاقت من غيبوبتها وهى فاقدة للذاكرة ولا تتذكر ماذا حدث فى رحلتها مع الجن العاشق وماذا جرى من أحداث منذ لحظة اختفائها حتى عودتها وقد انتهت الرحلة وبقيت اثارها على جسد شادية ومعها العلاج الوحيد وهو التقرب من الله والحفاظ على الدعاء والأذكار والأوراد والتقرب من الله فهم العلاج الوحيد لعالم غير مرئي لا يصدقه البشر ولا يستطيعون له علاج .
أخذت شادية وقتا طويلا حتى عادت الى ما كانت عليه وعادت البسمة الى شفاها من جديد والى زوجها ووالدة زوجها وابنائها فقد كانت تجربة مريرة ظلت بالنسبة لها ولأسرتها من المجهول
/////////
تعليقات
إرسال تعليق