خالدعزوز الهواري يكتب أنا مريض نفسي


ذلك العقل الذي لا يقف عن التفكير حتى في أبهج أوقاته وقت النوم ... يتسآءل كيف تكون السعادة وما هي معطياتها الحقيقية وكيف يمكن تعاطي حقائق العصر الراهن التي تدعو للكآبة وتستنفر قوى الاشمئزاز لتخضع في النهاية للأمر الواقع .. في الحقيقة مقاييس السعادة ومعاييرها تختلف من شخص لأخر بل قد تختلف مع الشخص ذاته من آن لأخر ... فما يسعدك قد يحزنني وما يحزنك قد يسعدني وما يسعدني الآن قد يحزنني لاحقاً وهكذا دواليك ...
لا تعريف
لا نمط
لا إطار ... تتعدد القضايا على المستوى الشخصي والأسري والعائلي والمجتمعي والأقليمي ... وقد يتسبب الانسياق المبهم في تلك الدروب والدوران الجاف في تلك الأفلاك لانعدام هوية وفقدان إتزان ... ويستمر مسلسل سمك لبن تمر هندي في الانعقاد المتوالي ... فأنا كمغترب لا أشعر بالسعادة لبعد المسافة وفراق تراب أحببته وهواء عشقته وأسرة لا تشركني أوجاعها خوفاً علي مرة وشفقة مرااات ... لا أشعر بالسعادة إلا في أوقات لحظية ... لا تنتمي لواقعي كأنسان أبداً ... وحينما أعود لأقضي الأجازة بين من رسمت خطوط سعادتي العريضة على صفاحتهم من ذلك التراب وهذا الهواء وتلك الأسرة أجدني غريباً من جديد فلا التراب هو التراب ولا الهواء هو الهواء ولا الأسرة هي الأسرة تغيرت الملامح وتبدلت الأجواء .... حتى هذا الوطن الذي نتغنى بولآئنا له وتضحياتنا تجاهه مااات الحنين إليه بحكم سياسة شد الأطراف ثم بترها ... تلك السياسة الصهيونية التي ينتهجها السادة ومن هم في المقدمة ... أذكر كتاباً قرأته بعنوان جذور البلاء ... يشرح بُعداً عميقاً لليهود ووضاعتهم وحقارتهم .... ولعلك أخي وأنت تقرأ كلماتي تتسآءل أنت صدعتنا وأخدتنا من مرضك النفسي وغربتك وقرفك لإسرائيل وصهيونية وبطيخ ... يا صديقي قد أنام عشر ساعات كأني لم أنام ساعة واحدة وألعب وألهو وأعانق الفيسبوك ومواقع التواصل أكثر من أن أتنفس وأضاجع وجعي كل يوم بعدد نبضات قلبي وما زلت أعتقد أني سليم معافى وليس مريضاً نفسياً ... بالأمس القريب بني صهيون يحتفلون بالعيد السبعين لتأسيس دولتهم بميدان التحرير وتوجيه دعواتهم لأكبر عدد من المسؤولين وأشباههم وترامب يعلن افتتاح سفارته بذات الوقت ... دعوة واضحه للتطبيع وانتهاك صارخ للمتبقي من نخوة وكرامة إذا كان هناك أصلاً كرامة ونخوة .... للحديث بقية يا صديقي ... وقتما يطيب خاطري ولو لم يطب فلا تلمني فأنا مريض نفسي .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

العدل فين يامحكمه للشاعر الكبير رضا ابوالغيط