"إلى أين تهربين ؟" .. بقلم الشاعر/حسن رمضان .


- إلى أين تهرُبينْ ؟

سيدتي
يعبُرُ الليلُ سريعاً وتعبُرينْ
لكنَّ طيفَكِ يبقى وتبقِينْ
أسمعُ من صمتِكِ شكوى وعِتاباً على السنينْ
وحكايةَ جُرحٍ مضى وشكوى على سِكّينْ
إنقلبْتِ إمرأةً كافرةً بـــ"القوّامينْ "
وحيدةً تتألّمينْ
ألْزَمْتِ القلبَ بوظيفتِهِ
آلةٌ تضُخُّ الدَّمَ في الجسدِ لا أكثَرْ
ألْغَيتِ دورَهُ الأكبَرْ
فغدا أسيرَ جلاّدٍ يشكو عليكِ كشكواكِ من السِّكِّينْ
إلى أينَ تهرُبينْ ؟
فالطريقُ دائريٌّ يا سيدتي
ستُصابينَ بدُوارْ
لماذا الإصرارْ ؟
ولماذا الإنكارْ ؟
في داخِلِكِ لهيبُ أنثى فمَنْ يُطفئ النّارْ ؟
وفي داخلكِ احتضارٌ فمنْ يُحيي الأزهارْ ؟
مَمَّنْ تنتقِمينْ ؟
ستلعنُكِ ذاتُكِ حتماً وستندمينْ
أعيدي صِياغةَ الأنثى
وأطلِقي القلبَ حُرّاً
فالقلبُ بلا عِشقٍ مسكينْ
والعُمْرُ بلا عِشقٍ لعينْ
لكنَّ العِشقَ بلا بَوْحٍ  حزينْ
أعيدي صِياغةَ الأنثى ولو في الأربعينْ
أحيي شقاوتَها ولو في الخمسينْ
فجّري بُركانَها ولو في السِّتينْ
ولا تستسلمي لعدّادِ السنينْ
فأنا أعلمُ  وأنتِ تعلمينْ
نعلمُ أنّكِ شقيّةٌ لكنّكِ تخجلينْ
تُحاصرُكِ ثقافةُ الإنتهاءْ
وشرْقٌ يأبى الإعترافَ بأنَّ كُلَّ أيامِكِ إبتداءْ
تُحاصرُكِ " الأنا " والكبرياءْ
عنادُ مجانينْ
إلى أينَ تهرُبينْ ؟
ففي الهروبِ شقاءٌ وفي الهروبِ انتهاءٌ
وفيهِ انكسارٌ كلَّ حينْ
فأعيدي صياغتها يا سيدتي
وادخُلي مدينتي دخولَ الفاتحينْ
لا تخشي الكمائنَ فيها
فلا كمائنَ في البلَدِ الأمينْ 
***
الشاعر حسن رمضان
إحدى قصائد ديواني نغم على أوتار أمل


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

ليه قتلونى بقلم محمد الصعيدى