"آخر ليلة فى الغربة" .. قصة قصيرة بقلم أديب النيل والفرات/شحات خلف الله .

- اخر ليلة فى الغربة

قصة قصيرة بقلم الأديب . شحات خلف الله عثمان
***************

بعد ان أمسك بكلتا يديه بحقيبة صغيرة تحتوى على أوراق السفر  منذ واحد وعشرين عاماً عاد ليمسك ذات الحقيبة  من جديد ولكنها هذة المرة  تحتوى على أوراق الرجوع وكأن الفارق برهة من الزمن وتذكر قصة  أصحاب الكهف التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم .

 فقد قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم  ربما كانت القصة تعيد نفسها من جديد فى القرن الواحد والعشرين فقد كانت فترة نوم عميق أشبة ما تكون بجسد تناول جرعة مخدر  يتقلب فيها ذات اليمين والشمال  فى صورة أجازات تحسب على أنامل الأيدى .

وفى اخر ليلة
بعد هذه الغيبوبة أمسك بحقيبتة واخذ يرتب فيها أوراق الأعتماد بعد البعث من جديد ،  ووجد فيها الكثير والكثير من الأشياء المميزة التى حققها وكان من ضمنها بناء وتكوين الشخصية واكتشاف الموهبة الخفية  التى كانت حتى العشرين من عمره لا يعرف عنها شيئا ولا يعرف  ماذا لدية من أمكانيات يستطيع من خلالها غرس البذور وجنى الثمار فى المجتمعات ، ووجد كذلك الكثير من الهفوات والأحباطات التى أرتسمت فى تعابير وملامح الجسد الذى أصبحت خصلات الشعر البيضاء فيه أهم تضاريسة وعناوينه .

وبينما يفتش بين الأوراق وقعت عيناه على ورقة الميلاد .

 وأكتشف أنه سيبدأ من جديد وكأن السنوات والأعوام الصماء الخوالى حسب التاريخ لم تكن شيئا  يذكر ، وعلى الفور  أخذ  يلملم بقية الأوراق فى عجالة وأغلق الحقيبة حتى لا تلدغة بقية الأوراق  بأنيابها التى لا ترحم  وسمومها التى لا ترياق لها ولا مصل علاج .

 وخلد الى فراشة  فى محاولة  لاقتناص ساعات قبل أنبلاج فجر الصباح الجديد والأمل الجديد والبدايات الجديدة التى سيقدم عليها التى ظلت سنوات حبيسة لا ترى شعاع النور فقد  كانت أشبة بالغيبوبة تحت تأثير  مخدر الظروف  .