النور مقطوع



هذة العبارة تحمل فى طياتها الكثير والكثير من المفاهيم عند التدبر فيها ، فى اوربا والدول المتقدمة وبعض الدول العربية التى تحترم الكرامه الأنسانية ومنها على سبيل المثال دولة الامارات العربية المتحدة تقوم بالتنبية المسبق عن مواعيد قطع التيار الكهربائى عند إجراء صيانه على سبيل المثال ، وهنا يستعد الجميع ويتهيأ نفسيا للظلام وفصل الأجهزة الكهربائية  والأجهزة الذكية كالهواتف واجهزة  الكمبيوتر ..  الخ .

اما فى بعض المناطق والبلدان فإن قطع التيار الكهربائى يتم فجاءة  دون سابق إنذار  ويسود الظلام بعد انتشار الضياء وهنا تظهر ردود الأفعال المختلفة.

 ما بين استرجاع  الإيمان  فى الصدور بقول يا الله أو  اللهم اجرنا من ظلام  القبر ، وهناك صنف أخر يقول حسبي الله ونعم الوكيل او منك لله لإلقاء المسئولية على عاتق المتسبب فى الإنقطاع وتحويل القضية لرب العباد ليحاسبه على ما قام به ، وهناك صنف ثالث قانط ويائس ويكيل اللعان على الدوله كونها لم تقم بتوفير الكهرباء .

من الفقرة الأخيرة من الحروف السابقة يبدأ جوهر المقال وهو التدبر فى الظلام ولحظة الإنتقال  من حياه الى حياة أخرى وهى لحظة خروج الروح ودخول القبر وجميعنا يعلم أن القبور إما مظلمة سوداء موحشة أو دوحة غَنّاء فسيحة وسيعة كلاً حسب عمله واستعداده .

يحضرنى هنا  الإمام زين العابدين بن الحسين بن على رحمة الله فى قصيدتة الرائعه فى الحديث عن الموت عندما قال  :

وقَالَ هُلُّوا عليه التُّرْبَ واغْتَنِموا-حُسْنَ الثَّوابِ مِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ

في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا أَبٌ شَفـيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُنــي .

ما بين ظُلْمة الرحم والقبر أجال وأعمار مُحدّده من القهار يوم خلق البشر .

وتلك الظلمة بحسب إستعدادنا لها فإن كنا من القانطين اليائسين الناقمين على سويعات الحياة فاجائنا خروج الروح وإنقطاع نور الحياة وانفصالنا عن العالم الخارجى الى عالم برزخى أخر نتشح السواد فيه ولا نُلْهم الرد على استفسارات الملكين الّلذان من وصفهما تَقشَعرُ الأبدان كما جاء فى الكتب التى تَعُجُ بها المكتبات فى شتى الأمصار والبـِقـاع ، أما أن كان الإستعداد ديدن الحياة ونبراسها ونعلم مسبقاً بإن هناك فصل للتيار الكهربائى وأعنى به العمر البشرى  فاليقين أننا سنقوم بالتهيؤ النفسي بفصل المعاصى والذنوب والأثام وعدم تكديس اللهو والعبث فى  ثلاجات وبرادات الغفلة البشرية .

سيكون  التَكَيُفْ سريعاً مع الولوج الى تلك الحياة الجديدة وسنكون مستعدين على الأقل بالشموع لإضاءة الظلمة وإزالة الوحشة البرزخية ملهمين حسن الجواب راحلين الى الدوحة الغَـنّاء من رياض الجنة قبل البعث .

أردت من المقال الربط بين المادية ممثلة فى الكهرباء وانقطاعها المفاجئ وردود أفعالنا تجاهِـها والروحانيه المتمثلة فى  التهيؤ الى الحياة البرزخية  ولا ننسي ان كهرباء الدنيا يمكن أن تعود إما ناشرة بسمات وصيحات كما كنا نفعل عندما كنا صغار او صرخات عند أختراب الأجهزة وأحتراقها لكن كهرباء البرزخ لا أمل فى رجوعها فقد قُـضى الأمر بإنهم اليها لا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

العدل فين يامحكمه للشاعر الكبير رضا ابوالغيط