نَكْتُبْ لِـمَنْ؟
الكثير من الجنسين ذُكوراً وإناثاً حباه الله نعمة التعبير والقدرة على إمتطاء صهوة الحروف وتطويعها وتذليلها لتخرج فى صورة من الصور الأدبية المتعددة كالنثر والشعر والمقال والخواطر والومضات يتسأل هذا السؤال الذى جعلتة عنوانا لحروف هذا المقال ومن خلاله سأحاول جاهداً توضيح المَغذَى من السؤال .
كتبت فى مقدمة الكتاب الثانى المعنون [ نبضات حائرة ] الذى سيتم توزيعة بمشيئة الله عن طريق دار نشر ليلى ليان كورب بالقاهرة فى الأيام المقبلة أننى لم أكتب فقط لتقرأنى أنت بل كتبت للتغلب على أبجديتى المتعثره هذة العبارة قد يبدو لقارئها أنه نوع من الخيلاء والنرجسية فى الفكر او الثقة الزائدة لكن واقع الأمر يختلف كثيراً .
الكتابة هى التعبير عن الروح وما يخالح النفس والضمائر والجوهر البشرى من أحلام وأفكار ورؤى ربما لم يشأ الله لها أن تكون واقفة على ارض صلبه او سهل تحقيقها على أرض الواقع وكان المتنفس الوحيد لها أوراق وصفحات تواصل اجتماعى ونشر الكترونى .
عندما نكتب الشعر والرومانسيات نجد الكثير من مرتادى الصفحات والقارئين يضع صاحبها فى زاوية من الزاويا التى تكون مجحفة بحقه تماما وكأنه أصبح العاشق اللاهى الدونجوان زير النساء .
وعندما نكتب الوعظ والإرشاد والنصح وتسليط الضوء على ظواهر المجتمع فتصبح نظرتنا له كأنه أصبح القديس المُلهم أو الراهب فى الصومعة مدعِ المثالية والكمال ولو كانت لا تصادف وأقع وسمناه بخصال المنافق الافاق الدجال.
الكتابة فى كل حالاتها وفنونها نعمة كبرى لمن أجاد توظيفها لخدمة هدف وتحقيق رسالة فى الحياة فهى النهر الجارى من السيئات والحسنات
نتذكر جميعاً المقولة الشهيره [ ويبقى ما كتبت يداه ] وهى بالفعل مقولة رائعة فيها من الإيجاز والبلاغة اللفظية الكثير والكثير .
نكتب لمن ؟
هل للثناء والمدح والإطراء ؟
أم نكتب لمجرد الكتابه ؟
هنــا
يتحدد إتجاه الكاتب فى حياته الإبداعية بالإجابة على السؤالين السابقين .
مما لا ريب فيه ان الأنترنت أنجب الكثير من الأبناء فى صورة صفحات إجتماعية مختلفة ومنتديات لها توجهاتها وأهدفها والكثير من الكتاب والمثقفين والإعلاميين والمحللين الإجتماعيين ينضمون لها يقرأون ويشاهدون التطور الفكرى والمجتمعى لشرائح المجتمع المختلفة وأنماطة المتعدده .
قد ننشر أشياء يرتادها الكثير من الأشخاص ولا يعقبون عليها او ينتقدونها بالنقد البناء الذى يثرى من حياة الناشر ويجعله يقوم بتقويم المثالب التى وقع فيها وقد تتحول المادة المنشورة الى الدخول فى سيجالات واستنهاض غرائز كامنه فى النفس البشرية
المعرفات الأنثوية التى تقوم بالنشر فى الكثير من الصفحات نلاحظ ان لديها الكثير من التعقيبات والدخول فى الحوارات بغرض لفت الإنتباه وكآن التفكير إنحصر فى سبب دمار أمتنا العربية بتفكيرها فى الغرائز ونسيان القضايا الكبرى وهموم المجتمعات .
العاقل من يتعامل مع الحروف لا المعرفات فليست كل النساء غوانى وليست كل الشاعرات سهلة الأصطياد كالفريسة فى غابات الدنس الفكرى فى المجتمعات .
نكتب لإنفسنا وللمجتمعات وللأجيال المقبله فى محاولة لإشباع نهم التغلب على الصمت والقدرة على رسم الصورة الوردية للحياة المثالية الراقيه .
الخيال ليس عيباً وتجسيمة فى صورة حروف سمات المبدعين .
أكتب لنفسك أولا سواء قرأ لك اليوم شخصاً أو لم يقرأ فى أمة اقرأ التى لم تَعُـد تقرأ
إطلق مواهبك وتحرر من قيد الصمت فالبوح الراقى شدو بلابل فى دوحة غناء ولا تدع نعيق الغربان يلجم الأذان ويَغُلُ أنامل وريشة فنان .
تعليقات
إرسال تعليق