أثار بِلا تأثير
حَـبا الله مصر بنِعم لا تُعَدّ ولا تُحصى وذلك لكونها مَرت بالعديد من الحِقب التاريخية وكذلك العديد من الحضارات وكل حضارة من هذه الحضارات تركت لنا آثار كثيره مثل الحضارة الفرعونية التي تمتد إلى آلاف السنين ثم الحضارة اليونانية ثم الرومانية والقبطية أو المسيحية ثم الإسلامية، وكل واحدة منها أيضا تركت بصمة رائعة ورائها من فنون وعمارة وآثار وغيرها .
عندما تكون مصر تحتوى على ثُلث أثار العالم وتجارة مافيا الأثار فيها بلغت فى عام 2014 حوالى عشرين مليار دولار فهنا لا بُد من وقفة قومية تُستنهض فيها السواعد والكوادر وتبنيها كمشاريع قومية لها الأولوية .
لدينا فى المراحل التعليمية كلية للسياحة والفنادق وقسم مخصص للأثار فى كلية الأداب ومجلس أعلى للأثار ووزارة لشؤون الأثار والسؤال هنا أين الأفعال على أرض الواقع .
لدينا قنوات تلفزيونية بعدد شعر الرؤوس وصحف وجرائد لا حصر لها ولدينا ملحقيات ثقافية فى مختلف دول العالم ورغم ذلك يتكرر السؤال أين التنشيط السياحى على أرض الواقع .
لدينا فى وزارة الداخلية قطاع يختص بالأثار والسياحة والسؤال يتكرر من جديد أين انتم من عمليات السرقات المُمنهجة لتلك الأثار التى يتم تهريبها خارج الدولة .
لدينا وزارات للبحث العلمى وعلماء أين أنتم من حجر رشيد الذى فك طلاسمة لكم شامبليون فى الحملة الفرنسية ليكون مفتاحا لكم لإكتشافات جديدة ويتكرر السؤال ويتكرر .
مما لا شك فيه إننا دولة فاشلة بكل ما تحملة الكلمة من معنى فى التسويق لما حبانا الله به من نعم وأكتفينا بفرق الرقص الشعبية والفنانين فى عرض أجسادهم للتسويق الجسدى وكأننا فى مأخور .
هل نحن نعلم قيمة تلك الأثار أكاد أُجزم بإننا لا نعرف لها قيمة سوى أنها مجرد مصدر دخل يتأثر بالإوضاع التى تمر به الدولة فى مختلف حالاتها .
يبقى حوارنا دوما عن تغطيتها عند المروجين للأفكار الهدامة أو تعرية الأجساد لجذبهم السائحين الى الأثار الصماء.
إذا ما تحدثنا مع الإنسان البسيط فى مصر عن ماذا تعرف عن الأثار سيقول لك الاهرامات وابوالهول وربما مسجد سيدنا الحسين وأين البقية سيدى !
الأثار المصرية نعمة حبانا الله بها ولكن كعادتنا دوما نحن من الجاحدين للنعم ولا نجعل لها اولوياتنا فى التفكير والرعاية .
أتعجب من السائحين الذين يقتطعون من أقواتهم لتوفير مبالغ مالية لقضاء أجازة فى مصر لرؤية تاريخ وثقافة وأثار لا يعلم أصحابها عنها شيئا .
وأتعجب أكثر أننا أصبحنا نتسول القروض ولدينا كنوز عجزنا عن إستغلالها لعدم مقدرتنا على الإدارة .
من خلال هذا المقال أوجه صرخات تليها صرخات الى كل من يسمع أو يفهم !
أسترجعوا دروبكم فى التسويق والتنشيط السياحى .
علموا أبنائكم تاريخ أثاركم وثقافتكم .
إحرصوا على تغير فن التعامل مع الأثار وأعتبارها عرض يجب المحافظة عليه مثل الشرف الذى نتشدق بالتغنى عليه .
تعليقات
إرسال تعليق