أرْكَب مَّعَنَا



صرخة نوح عليه وعلى نبينا التسليم والسلام التى أوردها الكريم المنان فى كتابه القرأن الكريم .

 يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ

من منا لم يقرأها بكل تأكيد الجميع قرأها وقليل من وعاها وأدرك مأربها وبحث إمكانية تطبيقها فى أمورنا الدنيويه فى عصرنا الحالى .

هل جربت يوما أن تركب تلك السفينة وتستجيب لدعوة النبى الصالح نوح عليه السلام  الذى مَكث  فى قومة يدعوهم 950 سنة دون كلّل أو ملّل وتحمل فيها صنوف الأذى والتعب والشقاء ورغم بلوغ الأمر منتهاه وحانت لحظة الحسم فى التمييز بين الخبيث والطيب وإنزال العقاب الإلهى بالقوم الكافرين ما زال يقول إركب معنا .

هل ترون الحِنـو  والشفقة والعطف والمشاعر الجياشه فى إسلوب النداء  بقول يا بُنَىِ رغم  هذا التعب والشقاء ؟

 أى قلب هذا ايها النبى الصالح نوح  كنت تملكه بين حوايا صدرك لله دُرُكْ؟

طوال فترات الدعوة الى الله وما فيها من ويلات ونكبات وأتهامات  كان مُصراً على أستمرار الدعوة  وحريصا على الأخرين حانيا عليهم .

هل تتذكرون عندما وقف أمام رب البريه موقف الموظف الذى يقف امام رئيسه فى العمل ليعرض فيه كشف حساب  عن الاعمال التى تمت والله ورسوله أكرم وأعز تشبيها ماله من نظير ولا نـد

قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا
فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا
ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا
ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا

ورغم ذلك لم يَفتُر  اغلاق اذان واصرار واستكبار وعناد وشتى الألوان من التصرفات التى توحى بعدم الإستجابة لإمر معين معروض .

هل جربنا ؟

 ان نقول لذنوبنا  [ سأركب معهم ] مهما تعاظم أمرك وكثرت تبعاتك وأوصلتينى الى نار جهنم .

[ سأركب معهم ] مهما أشتدت النوائب والإبتلاءات وكثرت الأسقام والأوجاع وفارقنا الأحياء .

[ سأركب معهم ] اذا كان الفشل هو الحَليف والخسارة قرين والنجاح حلم مستحيل .

[ سأركب معهم ] اذا تركنا الحبيب وغدر بنا الزوج والخطيب وجحدنا البنين  وعشنا فى جحيم الشوق وانين  العاشقين .

[ سأركب معهم ]

كلمتان خفيفتان عند ضَمْـهِم  تنقلب الباء الى ميم لتلتصق بهما الشفتان مما يعنى الانضمام واللحاق بركب الصالحين الفالحين .

ماذا يُضِيرُنا لو صعدنا سفينة نوح وأتبعنا دعوة  اركب معنا .

فلنحاول مراراً وتكرارا

وليكن الشعار [ سأركب معهم ]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

ليه قتلونى بقلم محمد الصعيدى