لكلْ مَقام مقالْ
هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -الرَّجُلُ الَّذِي وصفه النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بوعاء العلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَكَلَّمُ فِي مَسْأَلَةِ صَدَقَاتِ النِّسَاءِ، تَعْتَرِضُهُ امْرَأَةٌ وتصحح له معلومة، فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دون خجل:
(اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِي! كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْكَ يَا عُمَرُ؛ أَخْطَأَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَأَصَابَتِ امْرَأَةٌ!)
وَلَمْ يُقَلِّلْ اعترافه بالخطأ أمام الملأ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ نَظْرَةِ أتباعه إِلَيْهِ، بَلْ زَادَ الِاعْتِرَافُ بِالْخَطَأِ مِنْ مَكَانَتِهِ وَمِنْ ثِقَةِ النَّاسِ بِهِ.
كان لا بُد من ضرب هذا المثال للقارئ الكريم فى بداية المقال للتهيئ النفسي لما يدور المقال حوله وهى سياسة الإعتراف بالخطأ وفن أستخدامها وكيف لها دور فى رفع مكانة صاحبها وعدم التقليل من شأنة فى محيطه الإجتماعى .
الكثير منا يتصرف دون وعى أحيانا تحت ضغوط الحياة التى نكتوى بإلسنة نيرانها وقد تناولت فى أحد المقالات موضوع الغضب وكيفية العلاج والخلاص منه فى الكتاب الأول المعنون [نبضات مغترب الصادر عن دار الكتب المصرية فى شهر يونيو عام 2015] .
فى حالات الغضب يكون الشيطان قائدا لفرقة الذنوب الدنيوية يعزف الأخطاء والجروح للأطراف بمهارة فائقة وهنا يأتى دور المقال فى نشر سياسة الأعتراف بالخطأ وإحياء مهارات الإعتذار .
النظر لنصف الكوب الممتلئ ثقافة المتميزين وهو كفيل بجعل الأمور المنبوذه أسهل إستثاغة ومحاولة للتعايش السلمى وسط الضغوط وعلى النقيض من ذلك بَث السموم والإحباط والتشاؤم قرين النظر الى نصف الكوب الفارغ .
لكل مَقام مقال كلمات مشهورة كافية لو إتخذناها معيارا فى حياتنا لَتغير إسلوبنا فى التعامل مع الأخرين للأفضل ولأصبح للحياة لون أخر .
ما الضير فى إنتقاء أقوالنا وأوقاتها والإعتذار عند الخطأ ؟
ما الضير فى أن يكون شعارنا دوماً لكل مقال مقال ؟
إجابة السؤال الأول ربما تكون خارجة عن الإراده وقت الغضب فالكثير يفتقد مهارة الشجاعة عند الغضب رغم أن هناك الكثير من الطرق التى أوردتها فى الكتاب الاول عن علاج تلك الحالة ـ لكن إجابة السؤال الثانى نستطيع بالتدريب والتمرين الدائم أن نجعلها شمعة النفوس المظلمة وقائد لحظات الحياة البشرية لتكتسى بإلوان قوس قزح .
تعليقات
إرسال تعليق