افلاطونيات فيسبوكية


الكثير منا سمع عن المدينة الفاضلة وكيف جسدها الفيلسوف افلاطون بانها المكان الذى يتحقق فيه كل الأمنيات وتتوفر فيه الخدمات  التى تحتاجها البشرية .

المدينة الفاضلة هى المكان المثالى للعيش على  الكرة الأرضية حيث لا رياء ولا كذب ولا خداع ولا نفاق  ولا كراهية .

والمتتبع لحال الفيس بوك وشبكات التواصل الأجتماعى يجد المدينة الأفلاطونية فى الحروف  التى تنشر واخلاق الفيسبوك هى ذات الأخلاق التى كان يطمح لها  افلاطون عند تصورة للمدينة الفاضلة .

هنا على الصفحات  تتألف القلوب والأرواح من شتى بقاع المعمورة  بمختلف الثقافات والفئات العمرية والمستويات التعليميه وشتى المواهب  لترسم صورة مثالية فى التعامل  بين البشر .

فلننظر الى قوائم أصدقائنا !

الّذين يتم التواصل معهم او المجموعات الأدبية والثقافية المنضمين لها نجد فقط معرفات لإسماء ربما لا يتم التواصل معهم على ارض الواقع  لكن تبقى جاذبية الحروف والموجب والسالب فى مغناطيس الكلمات هو النبراس للعلاقات بين بعضنا البعض ونجد صورة من الرقى والأحترام  لا نجدها فى ارض الواقع .

لكن من بين قوائم الأصدقاء هناك أناس ومعرفات تربطنا بهم علاقة القرابه والدم والنسب والمصاهرة والجوار فى الواقع

 وتتغير لهجة الحروف وطبيعتها من ناحية الأسلوب على ارض الواقع عنها على ارض الفيسبوك حتى رد السلام لا يصبح له وجود. احيانا .

وهناك راودنى السؤال ما الذى يحدث  هل اصبحنا حتى فى تعاملاتنا افلاطونين الفكرة  وحلم المدينة الفاضلة فقط فى الأذهان وعلى الأوراق الفيسبوكيه فقط وارض الواقع خالية من تلك المثاليات التى من المفترض انها هى عنوان الحياة وطريقة التعامل معها ؟


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

ليه قتلونى بقلم محمد الصعيدى