فساد الذمم



الفساد كلمة دميمة حتى فى تركيبة حروفها فما بالنا بنتائجها وأثارها فى المجتمعات .

عندما تتبعت الكلمة فى محركات البحث العالمية وتحديدا موسوعة الويكبيديا الشهيرة  أخذت منها الفقرة التاليه لكى أقوم بالبناء عليه لتوصيل الفكرة التى وودت توصيلها  وهى التعريف لمفهوم كلمة  الفساد وسنده من الشرع .

 قال الله عز و جل في كتابه الكريم: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الآية رقم 41 من سورة الروم

الفساد في معاجم اللغة هو في (فسد) ضد صَلُحَ (والفساد) لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحل، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقعه.

التعريف العام لمفهوم الفساد عربياً بأنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق، مما يجعل تلك التعابير المتعددة عن مفهوم الفساد، توجه المصطلح نحو إفراز معنى يناقض المدلول السلبي للفساد، فهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان على ما هو تحت اليد (القدرة والتصرف).

يعرف معجم أوكسفورد الإنكليزي الفساد بانه "انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة".

وقد يعنى الفساد : التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما وهو لفظ شامل لكافة النواحى السلبية في الحياة.

و يصبح الفساد بمفهومه العام هو التغير من الحالة المثالية إلى حالة دون الحالة المثالية والكمال لله عز و جل

 بمعنى التغير للأسوأ و يكون هنا ضد الإحسان و ضد التحول أو التغير إلى الحالة المثالية.

أكتفى بهذه العباره المقتبسة وأبدأ فى تناول الفكرة التى وددت تسليط الضوء عليها من خلال  المقال وقبل البدء لا أقصد شخصا بعينه أو جهة بعينها بل هى منظومة تغلغل فيها الفساد من رأسها حتى أخمص قدميها .

هناك الكثير من الأجهزة فى مجتمعاتنا العربية  تحارب الفساد وهيئات رقابية وإدارية لا حصر  لها تحاسب من تحاسب ومن يقع تحت طائلة يدها ينال الجزاء الرادع حسب النصوص القانونية التى تم تشريعها لحفظ الحقوق .

فساد الذمم الذى أخترته عنوانا للمقال لم يكن من فراغ فالرادع للذمم وكف النفس عن الهوى  رب العالمين قبل القانون .

عندما أبنى مسجداً  لله رب العالمين واقوم بإستغلاله فى التوظيف بكل تأكيد هنا أختلط المفهوم السامى للفكره مع الأطماع الدنيويه بالحصول على رواتب  وذلك لعجز الدوله عن توفير وظيفة أخرى هنا بإلتاكيد امام صورة من صور الفساد للذمم ولا سيما أننا امام وظائف ورقية ومسميات يعقبها دفع رواتب من أقوات الشعوب  وربما لا يؤدى الموظف الصلاة فى هذا المسجد أو يقوم بنظافتة ورعايته .

عندما التحق بوظيفة معينه واقوم بتعيين فلان وفلان والأقارب والمحظيين والمطبلين هنا ايضا امام صورة من صور فساد الذمم ولا سيما أننا نتسبب فى هدر مبادئ تكافؤ الفرص وتولى الأجدر والأصلح حسب المؤهلات العلمية والخبرات العملية.

فساد الذمم  أرى أنه مثل السرطان الذى يستشرى  فى جسد السلوكيات البشرية والأجتماعية  ويؤدى الى المزيد من التخلف والتأخر فى اللحاق بركب الدول المتقدمه التى إتخذت الشفافية والنزاهه مبدأً لها ومنهجاً.

ولما كان المعيار المناسب هو مراقبة الله فى الأفعال والأقوال والسلوكيات الى جانب الرقابه التشريعية والقانونية فإنه لا بد من التحول الجذرى الى شفافية النفوس والأفكار قبل شفافية الأوراق  وأن نعلم أننا جميعا معروضين على رب العالمين وملائكة عن اليمين والشمال تُسطر وتدون كل ما ينجم عنا من تصرفات .

فساد الذمم يحتاج الى وقفات مع النفس وعلى الأسرة أن تزرع فى نفوس الأطفال معانى الصلاح والبعد عن مظاهر الفساد  لينتقل ذلك الى الشارع والدور التعليمية والحياة العملية وتسليط الضوء على الفساد والمفسدين دون إعتبار لإستهجان أو قبليه أو عصبه  مع وضع جزاءات رادعة على المقصرين حتى يعتبر الأخرين ولا يقدمون على افساد حياة العباد فكلنا فى النهاية معروضون على رب العالمين  وسيعرض علينا ما كسبت أيدينا ووقتها وهيهات لنا الرجوع للأصلاح فقد قُضى الأمر وقتهابعدم الرجوع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

ليه قتلونى بقلم محمد الصعيدى