عُذراً للمنحرفين




الكثير منا يقع فى المعاصى والذنوب وهذا ديدن الإنسان فى الحياة الدنيوية فلا عصمة من خطأ ولا سلامة من هفوة  لا يختلف إثنان على ذلك.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: " كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ".

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: " لَوْ أَنَّ الْعِبَادَ لَمْ يُذْنِبُوا لَخَلَقَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- خَلْقًا يُذْنِبُونَ ثُمَّ يَغْفِرُ لَهُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

صدق رسولنا الكريم  ما ينطق عن هوى بل هو وحى يوحى علمه شديد القوى .

الخطأ والتقصير والإنحرافات الإيمانية صفة ملازمة للبشرية منذ بدء الخلق وكان أول من أخطا أبوالبشرية جمعاء سيدنا أدم عليه السلام  وتعاقب بعد ذلك الخطأ فى ذريتة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

المقال لا يبرر التمادى فى الأخطاء أو يستحلها  بل هناك هدف أخر أرى أننا جميعا نجترعه ولا نبالى له ولا على أثارة السلبية فى المجتمعات وهى الشماتة عند رؤية من يخطئون وكأننا المنزهين القديسين المبرئين من الذنوب والأخطاء .

الكثير منا يدعو بثبات القلوب وعدم إنحرافها عن جادة الصواب تطبيقا  لمنهج الرسول صل الله عليه وسلم عندما كان يقول قول (إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)، فالمعنى أن الله جل وعلا هو الذي بيده تثبيت الأمور وبالتالى لا دوام لحال الإ من رحم الرحمن سواء فى الصواب أو الخطأ

كم من خاشع عابد مؤدى للطاعات ويضرب به المثال فى الصلاح ويختم له رب البرية بخاتمة على معصية أو ذنب عقابة نار جهنم وبالمقابل أيضا كم من لاه  عابث فاجر مجترئ على ما يبغض الله ويختم له بخاتمة الصلاح  ومثواة أعالى الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء .

حُسن  وشؤم الخاتمة كلمتان لا مجال لهما الإ أصابع الرحمن مُثبت القلوب ومُسيرها  للصلاح

ختاماً

لا تَغُرنا طاعات إقترفناها ولا سيئات إجترائناها ولا نشمت فى معصية عبداً من العباد ربما خاتمته أتّت على خلاف المتوقع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

ليه قتلونى بقلم محمد الصعيدى