أفول الحمية
ربما العنوان يشوبة الغموض لدى البعض والبعض الأخر أصابتة
الغصة في الصدر عندما قرأ حروف العنوان وأنقسمنا الى صنفان كرد فعل للعنوان أما
الصنف الأول الذى التبس عليه الإمر ولم يعى ما أقصد فقد أصابتة نكبة العصر الحديث
وضياع تلك الظاهرة في مجتمعاتنا الحديثة ولم يعى لماذا تترك مكانك فى إحدى
المواصلات العامة ليجلس بدلا منك شيخ هرم أو عجوز .
أو لم يشاهد إنتهاك حرمة فى الشارع ولم يحرك أحد ساكنا لما
يرى.
أو لم يشاهد الفزعة لنصرة مظلوم أصابة جور أو عدوان
.
أو .. أو .. أو… .
أما الصنف الأخر الذى أصابته تلك الغصة فقد عاش وتوارث قيم
وتقاليد جعلتة لا يجلس فى مقعد وهناك شخص كبير فى السن واقفا، وكذلك تعود أن لا
يدع مجالا لإنتهاك حرمة فى شارع أو نصرة مظلوم تعرض للظلم .
سبب أختيارى لهذا الموضوع ما وصل اليه الحال ومحاولة تسليط
الضوء على قيم تكاد تندثر يوما بعد يوم ومن تلك القيم الحمية الغائبة وعدم تحريك
الساكن عند رؤية الأخطاء وأصبح شعار ( أنا مالى ) هو الدارج على لسان الكثير
.
مما لا شك فيه أن سياسة التطنيش وعدم المبالاه بالأخرين
أصبحت سرطان الاخلاقيات التى توارثناها أبا عن جد وكابرا عن كابر
لله در أجياال علمتنا كيف نكون رجالا ذوي حمية فى زمن أصبح
لفظ الحمية يطلق على من يتبع نظاما غذائيا معينا بقصد التنحيف (الريجيم ) حسب
مصطلحات العصر الحديث .
وهنا سؤال يتبادر الى ذهنى طالما نتبع حمية البطون فإين هى
حمية العقول !
عذرا شباب اليوم أفلت غيرتكم وحميتكم فضاعت أمتكم وفقدتم
مصداقيتكم وسط أجيال تتهم بالرجعية من قبلكم .
وفى الختام لا صلاح لإمة أرتدت التطنيش ثوبا وجعلت الحمية
خواء بطن لا نصرة مظلوم أو الدفاع عن عرض .
تعليقات
إرسال تعليق