[تدبر] فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ بقلم . شحات عثمان كاتب ومحام
سورة يونس وحديث عن لحظة غرق الفرعون والرغبة فى الفرار من المصير المحتوم وهو الغرق يثير فى النفس إستنهاض الهمم قبل فوات الأوان وتدراك ما فات قبل بلوغ الروح الحلقوم وطلوع الشمس من المغرب .
🗝🗝🗝🗝🗝
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
ثلاث كلمات ربانية بلسان رب العالمين قالها لفرعون فكانت درساً وتاريخاً يحكي ، وعظات للأمم اللاحقة حتى تقوم الساعه .
وقالها لى ولك ولها ولم نتدبر معانيها ولم ندرك مقاصدها .
متى قالها لنا سؤال يتوارد الى النفس البشرية ؟
قالها لنا عندما فقدنا أحبتنا فى ريعان الشباب بغير سقم ولا علل .
قالها لنا عندما تعرضنا لنوازل ومصائب ونقم .
قالها عندما فقدنا أموالنا فى مشاريع تجارية خاسرة .
قالها لنا عندما لم يُوفق أبنائنا وبناتنا فى الإمتحانات والنتائج .
قالها لنا عندما وقعنا فى الذنوب والمعاصي وترك لنا فرصة التوبة
قالها عندما اكتشفنا أمراض خطيرة فى مراحلها الأولي ولم يجعلها غائبة عنّا ومخفية .
🗝🗝🗝🗝🗝
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
ليست مجرد كلمات بالمن والمنح والعطاء فقط بل هى كلمات تحمل رسائل عظيمة الشأن لمن كان له قلب وعقل يتدبر .
قل من اليوم سأتدارك الأمر وأستغل تلك المنحة الربانية بالنجاة من دنس النزوات والشهوات والقنوط واليأس من رحمة الله .
🗝🗝🗝🗝🗝
قل وردد دوما سأكون لمن خلفي آية فى الصلاح والورع وحمل هموم الأمة والَأمها ولن أكون لمن خلفي آية وعلامة على التخبط والضياع وعدم إصلاح النفس .
🗝🗝🗝🗝🗝
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
ثلاث كلمات لو بحثنا عن تفسيرها لوجدنا ان الله تعالي أراد أن تظهر جثة فرعون هامدة باردة على الشاطئ ، لكى يراها قومه ومن كان يعبده ، فيكون ذلك أبلغ في إقامة العظة والعبرة عليهم قال الله تعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ، وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )
يقول ابن كثير رحمه الله : ( قال ابن عباس وغيره من السلف : إن بعض بني إسرائيل شكوا في موت فرعون ، فأمر الله تعالى البحر أن يلقيه بجسده سويا بلا روح ، وعليه درعه المعروفة ، على نجوة من الأرض ، وهو المكان المرتفع ، ليتحققوا موته وهلاكه ، ولهذا قال تعالى : ( فاليوم ننجيك ) بجسدك سويا لم يتمزق ، ليتحققوه ويعرفوه .
فهل فات الآوان علينا لنتدبر كم مره أعاد الله لنا فيها الأبدان سليمة وكم مرة أخرجنا فيها من المصائب والمشكلات والهفوات .
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
كم مرة مرت علينا وقد راودنا شعور الخوف وضيق الصدر وآتى بعدها انشراح الصدر .
فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ
ليتنا نتدبرها ونتدارك الغضب الرباني عندما يقولها لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم .
🗝🗝🗝🗝🗝
كن مثال خير للآخرين ليكون نجاة البدن شئ مشرف يضرب به المثل ولا نكن مثال شر كالفرعون الطاغية الوارد المورود فى عذاب الجحيم العلامة البارزة لنا فى ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)
تعليقات
إرسال تعليق