• "بأى ذنب قتل" ---- لا للعصبية القبلية .. بقلم / أنورعطية .
- مقال .. يرصد ظاهرة "العصبية القبلية والثأر" إستكمالا لمبادرة الأستاذ/"شحات خلف الله" .
________________
- ما زالت العصبية القبلية تحصد الأرواح بلا رحمة ، ف للأسف حتى المتعلمين فى مجتمعنا ما زالت العصبية القبلية "التى هى بقايا جاهلية" تسيطر على تفكيرهم كأنهم رضعوها فى طفولتهم !!! .
- كما أن أفراد القبيلة الواحدة يناصرون بعضهم البعض حتى فى الظلم والطغيان نتيجة لفهمهم الخاطئ لحديث النبى الكريم - صلى الله عليه وسلم - : "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" ، فالمراد هنا بنصرته ظالما رده عن الظلم وليس مجاراته فيه .. كما أنهم يعملون بالمثل الشعبى القائل : "أنا وأخويا على إبن عمى وأنا وإبن عمى على الغريب" .
- لذلك بادئ ذى بدء أود أن نفرق بين مصطلحين شتان ما بينهما .. "القصاص" و "الثأر" .
فالقصاص أوجبته الشريعة الإسلامية وورد ذكره فى القرآن الكريم حيث قال تعالى : { ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب } ، ولكن الشريعة الإسلامية قيدت القصاص بشروط لا يجوز الحياد عنها حتى لا يسود المجتمع جوا من الفوضى :
- أولها : أن يكون المتولى لآداء القصاص ولى الأمر "الحاكم أو القاضى" وليس ولى الدم وذلك بعد قيام البينه على القاتل أو إقراره بالقتل ، وإذا قام ولى الدم بأخذ القصاص بنفسه وجب على القاضى تعزيره بالضرب أو الحبس أو غيرهما حسب ما يراه القاضى مناسبا لردعه ، وذلك حتى لا تحدث فوضى ويسود قانون الغاب .
- ثانيها : أن يؤخذ القصاص من القاتل نفسه وليس غيره ف { لا تزر وازرة وزر أخرى } كما قال المولى عز وجل .
- أما الثأر فإنه يخالف الشريعة الإسلامية من جميع الأوجه .. لأن ولى الدم هو من يتولى القيام بالقتل بنفسه دون اللجوء للقاضى ، كما أنه فى بعض الأ6حيان يلجأ ولى الدم إلى إستأجار قاتلا محترفا للأخذ بالثأر إذا عجز عن أخذه بنفسه .
أضف إلى ذلك أن أولياء الدم فى الغالب لا يأخذون الثأر من القاتل بعينه وإنما قد يختارون رجلا ذو حيثيه من قبيلة القاتل فيقتلونه ظلما وبهتانا ليكون وقع قتله أشد إيلاما لقبيلته ، وهذا يتسبب فى حدوث سلسالا من الدم لا ينتهى حيث تتقاتل القبيلتين إلى مالا نهاية .
- والسؤال المطروح الآن للإجابة عليه من المختصين من علماء الدين وعلماء الإجتماع ، إلى متى ستستمر هذه الظاهرة تتغلل فى مجتمعنا ؟ فظاهرة الثأر لم تقف عند حد الصعيد وحسب بل إنتشرت لتشمل جميع ربوع مصر من أقصاها إلى أدناها ، كما أنها لم تقف عند حد غير المتعلمين وإنما تغلغلت لتشمل حتى المثقفين ، والجميع يتسائل .. أين دور علماء الدين والإجتماع ومؤسسات المجتمع المدنى ومثقفى المجتمع وصفوته للتصدى لهذه الظاهرة التى تهدد أمننا القومى ؟ .
____________
- حفظنا الله وإياكم من شرور أنفسنا ، وأدام علينا وعليكم نعمة الأمن والأمان .
تعليقات
إرسال تعليق