شنطة سفر

لما أفتكر واراجع دفتر  السنين......

الأقي نفسي فى يوم من الأيام  مسكت بإيدى شنطتين .....

من كام سنه تقريبا  احسب معايا يا ولدى يمكن عشرين .....

كانت واحده فيهم على كتفى الشمال .....

والثانية ماسكها  فى أيدى اليمين ...

جواهم شوية ورق وكام حتة هدوم  ....

والحاجه قالت يومها  هأحطلك معاهم حتة لقمه.....

يمكن تجوع يا ولدى أصل المشوار طويل ....

ضحكتلها وقلتلها يا نور العين كلها كام ساعه ....

واشوف حسن وحسين وعلى وسين وشين وعين ....

كلهم هناك منتظرين أصلهم قبلى سافروا من سنين .... 

وقاعدين مبسوطين  وشغاليين وبيحولوا فلوس بالكوم .....

  قالت أوع تفتكر يا نن نن العين أن الغربه سفر وترحال فى بلدان .....

علشان لقمة عيش أو فستان وجلابية للعيال  ...

او حتى طبخة فى أسبوع  ما هو كله بياكل وبيلبس والعيشه تمام ....

الغربه أنك تسيب نفسك لنفسك وأنت عليها وليها سجان ......

الغربه ان جواك يصرخ ويهاتى ليل ونهار وينعق بصوت غربان ......

الغربه أنك فى يوم تحس أن جواز سفرك أبو  شعار النسر بيقول يلا يا ابن الكلب غور مالك فيها مكان ....

الغربه يا ضنايا أنك تكون  ناسي نفسك وضاع فيك ومنك الكلام  والأحلام ....

الغربه أنك لو قلت فى يوم أى كلمه تبقى حاسس إن عليها الف الف عين وسجان .......

احيانا الغربه جواك وانت قاعد بتلمس بايدك عيالك او فى حضن  ام العيال .....

أما الغربه الصح يا ضنايا هى لما يكون جواك شيطأن ضيع فروض رحمن .....

قالتها زمان  ما هية بالنسبة لى حكيمة الزمان وكل زمان ....

وفاتت يجى عشرين سنه وافتكرت الشنطتين والكلام  .....

وقلت فى نفسى والله يا حاجه كلامك صميم فى الوجدان ...

عمر الغربه ما كنت غربة مكان وعيال ....

الغربه فعلا غربة معانى قلتيها  ليا فى يوم وأنا طالع للمطار .....

حسين وحسن وسين وشين سافروا ومشيوا من زمان وانا لسه قاعد بانتظر باقى العيال ......

علشان اعلمهم إن الغربه عمرها ما كانت غربة مكان  والغربه فعلا زى ما قالت ست الحسان ....

وخصوصا ان المكان فيه مجال لإحترام الأنسان  وبيجمع شمل الاقارب والاقران  وفاتح بيوت الغلابه من قديم الزمان ....

علشان كده انا عايش فيها إنسان بروح غائبة والسببب قلة فهم لمعنى و كلام  اتقال من عشرين عام .....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

العدل فين يامحكمه للشاعر الكبير رضا ابوالغيط