وداعا

قررت اعتباراً من اليوم أن أبحث عن نفسي بعيداً عن عالم الوهم فقد رسمت  الكثير من الأحلام على الرمال وجسدتها فى صورة تماثيل سرعان ما طالتها أمواج البحر الهائج وجعلتها مجرد رمال خاليه من المضمون بلا معنى وبلا قيمة .

هذة حال الكثيرين من الأشخاص الذين  قرروا ترك عالم الأنترنت وعوالم التواصل الاجتماعي المختلفة فى لحظة تناولوا فيها حبوب الشجاعه  ولكن بعد يوم أو يومين على الأكثر  نجدهم  يعودون مهرولين الى هذا العالم الغامض الذى تصنعة أقلام وصور  الكثير منها صور تعبيرية لا تمت الى الواقع بثمة صله .

الكثير أستفاد من هذا العالم الغامض المثير فى شتى المناحى الحياتية من الناحية اللغوية والإطلاع على ثقافات الجنسيات المختلفة وكل منا وجد فيه ضالته المنشودة  وعلى الجانب الأخر هناك الكثير من الأشخاص فقد فيه نفسه وفقد أعز ما يملك من رواسخ وثوابت ودمر حياته دون أن يدرى إنه واهم كبير  وأتت لحظة الأستيقاظ من تلك الغفوة بعد فوات الآوان .

لعبنا دور البطولة وعشنا لحظات السعادة وأنهمرت العيون بالدموع وكان الملجأ والملاذ  من واقع جاف غير نابض بالحياة ورسمنا شخصياتنا كما نتمنى أن تكون وأصبحت سلوكياتنا  أفلاطونية أعمدتها المدينة الفاضلة  فى مخيلة الحكماء والفلاسفة وعند الأصطدام بصخرة الواقع ينقشع الغمام وتنجلى السماء  ليظهر واقع الحال الذى لم يرتدى مساحيق التجميل .

مما لا يقبل الشك إن الأنستغرام  والسناب شات وال uplive  وغيرها من البرامج التى تزيد عن أعداد شعر الرأس كما تلاحظون فى المنصات العالمية مثل ال جوجل بلاى أو سوق الأيفون أو غيرها ممن يتولى نشر الحالات المباشرة  للمستخدمين كانت وبالا على أصحابها فقد أصبح منها الكثير وراء قضبان العدالة أو على أبواب المأذونين  يعلنون شهادات الوفاة  والبعض الأخر مسحور بالأعمال الخفية أو تم تسليط الجن عليه وما كان غرضها الا فقط جذب الأنتباه ولفت أنتباه الأخرين  كوسيلة تعويضية عن الحرمان الواقعى .

كانت وما زالت وستظل تلك البرامج سلاح ذو حدين هنيئا لمن تدارك أمرة قبل فوات الآوان وقام بترويضها  فهى كالوحش الكاسر فى الصحاري فأصبحت وسيلة منفعة وطوق نجاة من براثن الجهل والتخلف  ويا سوء حظ من أنقاد اليها دون إدراك أنها وهم نصنعة لأنفسنا لتكون سلاحاً موجهاً الى صدورنا فيما بعد لسوء إستخدام وغياب وعي وإدراك لمدى خطورتها .

سأقول وداعاً ربما ذات يوم ولا عودة بعده  ولا هرولة لإنتهاء مفعول حبوب الشجاعه  بل  ستكون وداعاً لسوق فقدنا فيه الكثير من السلع الجيدة التى تصلح أن تكون زاداً  لمسافر  فى رحلة الأخرة

اللهم اغفر وأرحم وتجاوز فقد أقترب الوداع ولا يوجد حبوب شجاعه كافيه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

العدل فين يامحكمه للشاعر الكبير رضا ابوالغيط