وداعاً عالم الوهم


أحيانا كثيرة تمر بنا لحظات معينة نرغب فيها بالخروج من عباءة الواقع والولوج الى لحظة صفاء نفسيه بعيدة عن المجتمع المحيط الحافل بشتى المشاعر الإنسانية المتضاربة كالأفراح والأتراح ، والتفوق والفشل  وغيرها من المشاعر

كنت قد  كتبت مقالاً منذ شهور عن ظاهرة الإنسحاب الأجتماعى التى يعانى منها الكثير  من مختلف الشرائح العمرية وبينت فيها الأسباب المؤديه الى تلك الحاله وبيان العلاج المناسب لها وعدم الأكتفاء بالطب النفسى  وتناول المهدئات وهذا المقال لاقى صَدى كبير بين مختلف الشرائح عقب نشرة فى جريدة العربى الحديث التى تصدر فى بريطانيا .

ولكون الظاهرة متفاقمه فعلا فى وقتنا الحالى  وتضرب بشمل الروابط الأجتماعية برصاصات الغدر اليوميه ، فقد أصابتنى أيضاً ويلاتها بتواجدى المستمر على الشبكات الالكترونية والوصول الى حاله قريبه من حالات الإنسحاب الأجتماعى .

وهذه الحاله لم تكن وليدة اليوم أو الزمن القريب فقد كانت متراكمه منذ سنوات ، عبرت عنها فى الكتاب الأول المطبوع فى دار الكتب المسمى نبضات مغترب فى عام 2015  تحت عنوان جدران الحوائط تشتكى آنين الوجع ،  حيث ذهب خيال الكاتب آنذاك الى وجود حوار بين الإنسان وحبات الرمل المكونه للحوائط وصدور آنين وآهات منها لتعاسة الإنسان المتواجد برفقتها  وكيف كانت تطلب منه الخروج وهو يرفض بتصميم وأستعصام ، وكان  هناك عنوان اخر أسمه واقع الوهم  بينت فيه كيف تحولت حياتنا على الانترنت الى واقع نعيشه  بدلا من واقعنا  فأصبحنا نفرح ونحزن ونحب ونفارق ونعاند ونستجيب ووووو ،  وكآن الحياه أصبحت هى تلك الصفحات والبرامج .

واليوم راودتنى نفسي بسؤال  أطرحه عليكم أيضاً

ماذا لو قلنا وداعا عالم الوهم والأحلام النرجسية ؟

سأذهب الى شاطئ بحر وأجلس أمامه بدون انترنت وبدون البقاء بين جدران لعل وعسى أن أجد القناعة والأجابه

وأترك لكم حرية التعقيب والنشر ربما  تتحقق احلام نرجسيه دون ظاهرة إنسحاب أجتماعى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماحدث بالأمس...رواية قصيرة بقلم القاص المبدع / رشاد الدهشورى .الحلقة الثانية

من سنين بقلم رضا ابو الغيط

ليه قتلونى بقلم محمد الصعيدى